ومن السنن التي تتفرع على سنة الابتلاء سنة الاستدراج للعصاة والظالمين. والاستدراج من استدرجه إلى كذا إذا استنزله إليه درجة فدرجة حتى يورطه فيه.[1] ومعنى هذه السنة أن الله تعالى أمهل بعض الظالمين والعاصين بحيث أمتعهم بالخير الحسي مدة من الزمن ثم يأخذهم بغتة وفجأة دون سابق إنذار.
قال تعالى: (وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ. وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ).[2]
ومعنى الآية أن الله يستدرج الكفرة والعصاة بأن يرزقهم الصحة والنعمة فيجعلون رزق الله ذريعة إلى ازدياد الكفر والمعاصي. وهم لا يعلمون أي وهم لا يشعرون أن هذا استدراج لهم، بل يعتقدون أن ذلك من الله كرامة مع أنه في نفس الأمر إهانة لهم واستدراج.
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته. قال: ثم قرأ (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ)[3].[4]
وهذا الاستدراج يكون وجها آخر لابتلاء الكفار والظالمين إذ إن من سنة الله عز وجل أن يبتلي الكفار والظالمين بالبأساء والضراء رجاء أن يتوبوا إلى الله ويتضرعوا له. فلما لم تجد هذه الابتلاءات نفعا لزجرهم وتنبيههم استدرجهم الله بالنعماء حتى يظنوا أنهم على خير، وأن المستقبل مضمون لهم، فيزدادوا إثما وطغيانا، ثم فاجأهم الله بعذاب بئيس بما كانوا يعملون.
قال تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ . فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُون . فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونََ)[5]
قال سيد قطب رحمه الله: “إنها المواجهة بنموذج من بأس الله سبحانه . نموذج من الواقع التاريخي . نموذج يعرض ويفسر كيف يتعرض الناس لبأس الله ، وكيف تكون عاقبة تعرضهم له ، وكيف يمنحهم الله الفرصة بعد الفرصة ، ويسوق إليهم التنبيه بعد التنبيه ؛ فإذا نسوا ما ذكروا به ، ولم توجههم الشدة إلى التوجه إلى الله والتضرع له ، ولم توجههم النعمة إلى الشكر والحذر من الفتنة ، كانت فطرتهم قد فسدت الفساد الذي لا يرجى معه صلاح ، وكانت حياتهم قد فسدت الفساد الذي لا تصلح معه للبقاء . فحقت عليهم كلمة الله . ونزل بساحتهم الدمار الذي لا تنجو منه ديار . . “[6]
وقال: “والقلب الذي لا ترده الشدة إلى الله قلب تحجر، فلم تعد فيه نداوة تعصرها الشدة ! ومات فلم تعد الشدة تثير فيه الإحساس ! وتعطلت أجهزة الاستقبال الفطرية فيه ، فلم يعد يستشعر هذه الوخزة الموقظة ، التي تنبه القلوب الحية للتلقي والاستجابة . والشدة ابتلاء من الله للعبد ؛ فمن كان حيا أيقظته ، وفتحت مغاليق قلبه ، وردته إلى ربه ؛ وكانت رحمة له من الرحمة التي كتبها الله على نفسه . . ومن كان ميتا حسبت عليه ، ولم تفده شيئا ، وإنما أسقطت عذره وحجته ، وكانت عليه شقوة ، وكانت موطئة للعذاب !
وهذه الأمم التي يقص الله – سبحانه – من أنبائها على رسوله صلى الله عليه وسلم ومن وراءه من أمته . . لم تفد من الشدة شيئا . لم تتضرع إلى الله ، ولم ترجع عما زينه لها الشيطان من الإعراض والعناد . . وهنا يملي لها الله – سبحانه- ويستدرجها بالرخاء.”[7]
وهذه السنة جارية في كل الأمم كما قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ . ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا وَقَالُوا قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ).[8]
قال ابن كثير: “يقول تعالى مخبرا عن الأمم الماضية الذين أرسل إليهم الأنبياء (بالبأساء والضراء). يعني بالبأساء ما يصيبهم في أبدانهم من أمراض وأسقام، والضراء ما يصيبهم من فقر وحاجة ونحو ذلك. (لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ) أي يدعون ويخشعون ويبتهلون إلى الله تعالى في كشف ما نزل بهم. وتقدير الكلام أنه ابتلاهم بالشدة ليتضرعوا فما فعلوا شيئا من الذي أراد منهم فقلب عليهم الحال إلى الرخاء ليختبرهم فيه.
ولهذا قال (ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ) أي حوّلنا الحال من شدة إلى رخاء، ومن مرض وسقم إلى صحة وعافية، ومن فقر إلى غنى، ليشكروا على ذلك. فما فعلوا.
وقوله (حَتَّى عَفَوْا) أي كثروا وكثرت أموالهم وأولادهم. يقال: عفا الشيء إذا كثر.
(وَقَالُوا قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) يقول تعالى: ابتليناهم بهذا وهذا، ليتضرعوا وينيبوا إلى الله فما نجع فيهم لا هذا و هذا، ولا انتهوا بهذا ولا بهذا. وقالوا: قد مسنا من البأساء والضراء، ثم بعده من الرخاء، ثم ما أصاب آباءنا في قديم الزمان والدهر. وإنما هو الدهر تارات وتارات، بل لم يتفطنوا لأمر الله فيهم، ولا استشعروا ابتلاء الله لهم في الحالين.
وهذا بخلاف حال المؤمنين الذين يشكرون الله على السراء، ويصبرون على الضراء. كما ثبت في الصحيحين: “عجبا للمؤمن لا يقضي الله له قضاء إلا كان خيرا له، إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له، وإن أصابته سراء شكر فكان خيرا له”.[9]
فالمؤمن من يتفطن لما ابتلاه الله به من الضراء والسراء. ولهذا جاء في الحديث “لا يزال البلاء بالمؤمن حتى يخرج نقيا من ذنوبه، والمنافق مثله كمثل الحمار لا يدري فيما ربطه أهله ولا فيم أرسلوه.” أو كما قال. ولهذا عقب هذه الصفة بقوله (فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) أي أخذناهم بالعقوبة بغتة أي على بغتة وعدم شعور منهم، أي أخذناهم فجأة كما في الحديث: “موت الفجأة رحمة للمؤمن، وأخذة أسف للكافر[10].”[11]
قال سيد قطب رحمه الله: “إن السياق القرآني هنا لا يروي حادثة ، إنما يكشف عن سنة . ولا يعرض سيرة قوم إنما يعلن عن خطوات قدر . . ومن ثم يتكشف أن هناك ناموساً تجري عليه الأمور ؛ وتتم وفقه الأحداث ؛ ويتحرك به تاريخ “الإنسان” في هذه الأرض . وأن الرسالة ذاتها – على عظم قدرها – هي وسيلة من وسائل تحقيق الناموس – وهو أكبر من الرسالة وأشمل – وأن الأمور لا تمضي جزافا ؛ وأن الإنسان لا يقوم وحده في هذه الأرض – كما يزعم الملحدون بالله في هذا الزمان ! – وأن كل ما يقع في هذا الكون إنما يقع عن تدبير ، ويصدر عن حكمة ، ويتجه إلى غاية . وأن هنالك في النهاية سنة ماضية وفق المشيئة الطليقة ؛ التي وضعت السنة ، وارتضت الناموس . . ووفقاً لسنة الله الجارية وفق مشيئته الطليقة كان من أمر تلك القرى ما كان ، مما حكاه السياق . ويكون من أمر غيرها ما يكون !
إن إرادة الإنسان وحركته – في التصور الإسلامي – عامل مهم في حركة تاريخه وفي تفسير هذا التاريخ أيضا . ولكن إرادة الإنسان وحركته إنما يقعان في إطار من مشيئة الله الطليقة وقدره الفاعل . . . والله بكل شىء محيط . . وإرادة الإنسان وحركته – في إطار المشيئة الطليقة والقدر الفاعل – يتعاملان مع الوجود كله ، ويتأثران ويؤثران في هذا الوجود أيضا . . فهناك زحمة من العوامل والعوالم المحركة للتاريخ الإنساني ؛ وهناك سعة وعمق في مجال هذه الحركة ؛ مما يبدو إلى جانبه “التفسير الاقتصادي للتاريخ” و”التفسير البيولوجي للتاريخ” ، و “التفسير الجغرافي للتاريخ” . . . بقعا صغيرة في الرقعة الكبيرة . وعبثا صغيرا من عبث الإنسان الصغير !
فليس للعبث – تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا – يأخذ الله عباده بالشدة في أنفسهم وأبدانهم وأرزاقهم وأموالهم . وليس لإرواء غلة ولا شفاء إحنة – كما كانت أساطير الوثنيات تقول عن آلهتها العابثة الحاقدة ! إنما يأخذ الله المكذبين برسله بالبأساء والضراء ، لأن من طبيعة الابتلاء بالشدة أن يوقظ الفطرة التي ما يزال فيها خير يرجى ، وأن يرقق القلوب التي طال عليها الأمد متى كانت فيها بقية ؛ وأن يتجه بالبشر الضعاف إلى خالقهم القهار ؛ يتضرعون إليه ؛ ويطلبون رحمته وعفوه ؛ ويعلنون بهذا التضرع عن عبوديتهم له – والعبودية لله غاية الوجود الإنساني – وما بالله سبحانه من حاجة إلى تضرع العباد وإعلان العبودية: وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون . ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون . إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين . .
“ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة . . “
فإذا الرخاء مكان الشدة ، واليسر مكان العسر ، والنعمة مكان الشظف ، والعافية مكان الضر ، والذرية مكان العقم ، والكثرة مكان القلة ، والأمن مكان الخوف . وإذا هو متاع ورخاء ، وهينة ونعماء ، وكثرة وامتلاء . . وإنما هو في الحقيقة اختبار وابتلاء . .
والابتلاء بالشدة قد يصبر عليه الكثيرون ، ويحتمل مشقاته الكثيرون . فالشدة تستثير عناصر المقاومة . وقد تذكر صاحبها بالله – إن كان فيه خير – فيتجه إليه ويتضرع بين يديه ، ويجد في ظله طمأنينة ، وفي رحابه فسحة ، وفي فرجه أملاً ، وفي وعده بشرى . . فأما الابتلاء بالرخاء فالذين يصبرون عليه قليلون . فالرخاء ينسي ، والمتاع يلهي ، والثراء يطغي . فلا يصبر عليه إلا الأقلون من عباد الله .
هكذا تمضي سنة الله أبداً . وفق مشيئته في عباده . وهكذا يتحرك التاريخ الإنساني بإرادة الإنسان وعمله – في إطار سنة الله ومشيئته – وها هو ذا القرآن الكريم يكشف للناس عن السنة ؛ ويحذرهم الفتنة . . فتنة الاختبار والابتلاء بالضراء والسراء . . وينبه فيهم دواعي الحرص واليقظة ، واتقاء العاقبة التي لا تتخلف ، جزاء وفاقاً على اتجاههم وكسبهم . فمن لم يتيقظ ، ومن لم يتحرج ، ومن لم يتق ، فهو الذي يظلم نفسه ، ويعرضها لبأس الله الذي لا يرد . ولن تظلم نفس شيئا.ً”اهـ [12]
وقال الله أيضا في صورة من صور الاستدراج: (وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ).[13]
قال سيد قطب رحمه الله: “وفي هذه الآية يصل السياق إلى العقدة التي تحيك في بعض الصدور ، والشبهة التي تجول في بعض القلوب ، والعتاب الذي تجيش به بعض الأرواح ، وهي ترى أعداء الله وأعداء الحق ، متروكين لا يأخذهم العذاب ، ممتعين في ظاهر الأمر ، بالقوة والسلطة والمال والجاه ! مما يوقع الفتنة في قلوبهم وفي قلوب الناس من حولهم ؛ ومما يجعل ضعاف الإيمان يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية ؛ يحسبون أن الله – حاشاه – يرضى عن الباطل والشر والجحود والطغيان ، فيملي له ويرخي له العنان ! أو يحسبون أن الله – سبحانه – لا يتدخل في المعركة بين الحق والباطل ، فيدع للباطل أن يحطم الحق ، ولا يتدخل لنصرته ! أو يحسبون أن هذا الباطل حق ، وإلا فلم تركه الله ينمو ويكبر ويغلب ؟! أو يحسبون أن من شأن الباطل أن يغلب على الحق في هذه الأرض ، وأن ليس من شأن الحق أن ينتصر ! ثم . . يدع المبطلين الظلمة الطغاة المفسدين ، يلجون في عتوهم ، ويسارعون في كفرهم ، ويلجون في طغيانهم ، ويظنون أن الأمر قد استقام لهم ، وأن ليس هنالك من قوة تقوى على الوقوف في وجههم !!!
وهذا كله وهم باطل ، وظن بالله غير الحق ، والأمر ليس كذلك . وها هو ذا الله سبحانه وتعالى يحذر الذين كفروا أن يظنوا هذا الظن . . إنه إذا كان الله لا يأخذهم بكفرهم الذي يسارعون فيه ، وإذا كان يعطيهم حظا في الدنيا يستمتعون به ويلهون فيه . . إذا كان الله يأخذهم بهذا الابتلاء ، فإنما هي الفتنة ؛ وإنما هو الكيد المتين ، وإنما هو الاستدراج البعيد:
ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم . . إنما نملي لهم ليزدادوا إثما !
ولو كانوا يستحقون أن يخرجهم الله من غمرة النعمة ، بالابتلاء الموقظ ، لابتلاهم . . ولكنه لا يريد بهم خيرا ، وقد اشتروا الكفر بالإيمان ، وسارعوا في الكفر واجتهدوا فيه ! فلم يعودوا يستحقون أن يوقظهم الله من هذه الغمرة – غمرة النعمة والسلطان – بالابتلاء !
ولهم عذاب مهين . .
والإهانة هي المقابل لما هم فيه من مقام ومكانة ونعماء .
وهكذا يتكشف أن الابتلاء من الله نعمة لا تصيب إلا من يريد له الله به الخير . فإذا أصابت أولياءه ، فإنما تصيبهم لخير يريده الله لهم – ولو وقع الابتلاء مترتبا على تصرفات هؤلاء الأولياء – فهناك الحكمة المغيبة والتدبير اللطيف ، وفضل الله على أوليائه المؤمنين”.[14]
يجب الخوف من الاستدراج
لا يجوز للإنسان أن يغتر بالنعمة التي حلت بفترة من حياته فإن النعمة لا تدل بالضرورة على التكريم، وقد ذم الله من هذا ظنه فقال: (فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ)[15]، وقال أيضا يذم من اغتر بطيب العيش ظنا منه أن الخير سيكون مصيره المحتوم فلا يحاسب نفسه ولا يخاف من مكر ربه: (وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى)[16].
والمؤمن دائم الخوف من الله، دائم الحذر من مَكرِه (فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ)[17]
روي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما حملت إليه كنوز كسرى قال: “اللهم إني أعوذ بك من أن أكون مستدرجا، فإني سمعتك تقول: (سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ).”[18]
وقال الحسن البصري رحمه الله: “كم مستدرج بالإحسان إليه، وكم مفتون بالثناء عليه، وكم مغرور بالستر عليه.”[19]
[1] تفسير الكشاف (2/592)
[2] سورة الأعراف:182
[3] سورة هود:102
[4] أخرجه البخاري (4/1726 رقم 4409) ومسلم (4/1997 رقم 2583)
[5] سورة الأنعام:42- 44
[6] في ظلال القرآن (2/1088)
[7] في ظلال القرآن (2/1089-1090)
[8] سورة الأعراف:95
[9] بل انفرد به مسلم (4/2295 رقم 2999) عن البخاري ولفظه: عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له.
[10] أخرجه أحمد (6/136رقم 25086) عن عائشة بلفظ: ” سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن موت الفجأة فقال: راحة للمؤمن وأخذة أسف للفاجر.” والطبراني في الكبير (9/175 رقم 8865) عن ابن مسعود بلفظ: “موت الفجأة تخفيف على المؤمن وأسف على الكافر.”
[11] تفسير القرآن العظيم (2/234)
[12] في ظلال القرآن (3/1336) مختصرا
[13] سورة آل عمران:178
[14] في ظلال القرآن (1/524)
[15] سورة الفجر:15
[16] سورة فصلت: 50
[17] سورة الأعراف: 99
[18] سورة القلم: 44
[19] الجامع لأحكام القرآن (18/251)