إن هدي القرآن والسنة يربي الإنسان على الاهتمام بالمستقبل. ويحث بشتى الأساليب على النظر في شأنه والعمل من أجله. بل هو المصب الذي تجري إليه سياقات الكلام. وهو المقصد الذي يرمي إليه البيان. والمجال الذي يحاسَب على صياغته الإنسان.
إن اهتمام القرآن والسنة بالمستقبل يأخذ مناحي متعددة، ويدخل من منافذ متنوعة. شأنه شأن كل الأمور التي يركز عليها القرآن. فإن القرآن والسنة هدي متكامل، فلا يعالجان موضوعا ذا شأن عظيم إلا ويسلكان أساليب متنوعة في علاجه. فهكذا هنا. فلا يكتفي القرآن والسنة بالكلام النظري. بل قدما نموذجا عمليا بل نماذج. لقد كان من اهتمام القرآن والسنة به أن حشدا نصوصا متكاثرة في لفت الأنظار إلى اليوم الأخير الذي ينتهي إليه مصير الكون، حتى يكون الناس على بينة من حياتهم هذه القصيرة التي كثيرا ما يغترون بها. وبيَّنا أن العبرة في نجاح الإنسان وفشله وسعادته وشقائه إنما هو بالنتيجة الأخيرة يوم القيامة. ثم حثا على العمل في سبيل ذلك وحذرا من الاغترار بالدنيا، وضرب القرآن مثلا واقعيا ونموذجا حيا في تاريخ البشرية للشخصية التي يتمثل فيها النضج في هذا الأمر والاستقامة على تلك المبادئ.
ومن العجيب أن قيمة العمل في الإسلام بلغت من الأهمية بحيث لايتوقف فيه على النتائج القريبة، بل يحث الإسلام على العمل للمستقبل حتى ولو لم يكن هناك فرصة للاستفادة لصاحب العمل في الدنيا. كما يتبين ذلك في حديث الفسيلة الذي سيأتي ذكره.
وهذه بعض الجوانب التي تبرز اهتمام القرآن والسنة بالقضايا المستقبلية:
لقد أخذ الكلام في الإيمان باليوم الآخر حيزا كبيرا في القرآن الكريم. ويمكن أن نقول إن هذه القضية تمثل ثلث القرآن. إذ أن محاور القرآن تدور على ثلاث ركائز: التوحيد، والرسالة، وأمر المعاد ومحاسبة العباد. وهي القضايا التي اتفقت الرسل والشرائع جميعا في التركيز عليها ودعوة الناس إليها. وهي أمهات المطالب العالية كما سماها ابن القيم رحمه الله.[1]
وقد أكثر الله من ذكره في كتابه الكريم. وقرره بطرق متنوعة.[2]
منها: إخباره – وهو أصدق القائلين – عنه وعما يكون فيه من الجزاء الأوفى مع إكثار الله من ذكره. ونوع من أسمائه. بل وأقسم به، كقوله: (لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ)[3]. وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقسم عليه في ثلاثة مواضع من كتابه. كقوله (قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ)[4] وقوله (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ)[5] وقوله: (زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ).[6]
ومنها: الإخبار بكمال قدرة الله تعالى ونفوذ مشيئته وأنه لا يعجزه شيء كقوله تعالى: (إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ)[7] في سورة هود بعد كلامه سبحانه عن خلود أهل النار. وقوله تعالى (فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ)[8]، بعد قوله (إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ . إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ)[9]. فإعادة العباد بعد موتهم فرد من أفراد قدرته.
ومنها: تذكيره للعباد بالنشأة الأولى وأن الذي أوجدهم ولم يكونوا شيئا مذكورا لابد أن يعيدهم كما بدأهم. كما قال سبحانه: (قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ )[10] جوابا لسؤال المشركين: (قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ).[11] وتذكيره أن الإعادة أهون عليه. قال تبارك وتعالى: (وَهُوَ الَّذِي يَبْدأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)[12]. وأعاد هذا المعنى في مواضع كثيرة بأساليب متنوعة.
منها: إحياؤه الأرض الهامدة الخاشعة الميتة بعد موتها. وأن الذي أحياها سيحي الموتى. وقرر ذلك بقدرته على ما هو أكبر من ذلك. وهو خلق السماوات والأرض والمخلوقات العظيمة. قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).[13]
ومنها: تقرير ذلك بسعة علمه وكمال حكمته، وأنه لا يليق به ولا يحسن أن يترك خلقه سدى مهملين لا يؤمرون ولا ينهون. ولا يثابون ولا يعاقبون. قال تعالى: (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ)[14] ثم عقب ذلك بقوله: (فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ)[15] أي تعالى الله وتنزه عن أن يفعل كل ذلك عبثا بدون بعث ولاحساب ولا جزاء. وهذا طريق قرر به النبوة وأمر المعاد.
ومما قرر به البعث ومجازاة المحسنين بإحسانهم والمسيئين بإساءتهم: مأ أخبر به من أيامه وسننه سبحانه في الأمم الماضية والقرون الغابرة. وكيف نجّا الأنبياء وأتباعهم، وأهلك المكذبين لهم المنكرين للبعث، ونوع عليهم العقوبات، وأحل بهم المثلات. قال تعالى بعد سرد قصص الأمم: (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ)[16]. فهذا جزاء معجل ونموذج من جزاء الآخرة، أراه الله عباده ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة. ثم قال بعد تلك الآية: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ).[17]
ومن ذلك ما أرى عباده من إحياءه الأموات في الدنيا، كما ذكره الله عن صاحب البقرة، قال تعالى: (فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ).[18]
ومثله قصة الألوف من بني إسرائيل. قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ).[19]
وكذلك الذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها، قال تعالى: (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).[20] وقصة إبراهيم الخليل مع الطيور، (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)[21] وغيرها مما أراه الله عباده في هذه الدار، ليعلموا أنه قوي ذو اقتدار، وأن العباد لا بد أن يردوا دار القرار، إما إلى الجنة أو النار.
وهذه المعاني أبداها الله وأعادها في محال كثيرة من كتابه الكريم. والله أعلم.
ومن أهم الأشياء التي يؤكد عليها الله ورسوله هو أن هذه الحياة إنما هي دار ممر لا دار مقر. وأن الإنسان لابد أن يوجه جهوده كلها لحصاد نتيجة الأعمال يوم القيامة. قال تعالى: (وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ).[22]
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي[23] رحمه الله: “يخبر الله تعالى عن حالة الدنيا والآخرة، وفي ضمن ذلك التزهيد في الدنيا والتشويق للأخرى. فقال (وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا) في الحقيقة (إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ) تلهو بها القلوب وتلعب بها الأبدان، بسبب ما جعل الله فيها من الزينة واللذات، والشهوات الخالبة للقلوب المعرضة، المبهجة للعيون الغافلة، المفرحة للنفوس المبطلة الباطلة، ثم تزول سريعا وتنقضي جميعا، ولم يحصل منها محبها، إلا على الندم والخسران.”[24]
قال سيد قطب رحمه الله: “فهذه الحياة الدنيا في عمومها ليست إلا لهوا ولعبا حين لا ينظر فيها إلى الآخرة. حين تكون هي الغاية العليا للناس . حين يصبح المتاع فيها هي الغاية من الحياة . فأما الحياة الآخرة فهي الفائضة بالحيوية . هي “الحيوان” لشدة ما فيها من الحيوية والامتلاء .”[25]
هذه اللآية تشجيع على العمل من أجل المستقبل البعيد الذي ينتهي إليه مصير كل إنسان. لا بد أن يربط الإنسان جهده بهذه النظرة. فلا يجوز أن يكون نشاط الإنسان مقطوعا بموته. يتبخر كل ما عمله بمجرد فراقه من ميدان اللعب واللهو. فالعمل المفيد هو العمل الذي يقصد منه خير الدنيا والآخرة.
“والمسألة مسألة قيم يزنها بميزانها الصحيح. فهذه قيمة الدنيا وهذه قيمة الآخرة كما ينبغي أن يستشعرها المؤمن. ثم يسير في متاع الحياة الدنيا على ضوئها، مالكا لحريته، معتدلا في نظرته: الدنيا لهو ولعب، والآخرة حياة مليئة بالحياة.”[26]
وهكذا يوجه القرآن جهود الإنسان. فكل جهد يُبذل في نفع دنوي محض يعتبر عبثا، فكأنه يلهو ويلعب، نشاط ليس له صلة بالحقيقة، تعب بدون جدوى، ومشقة لغير طائل. فلذلك جعل الله للناس قاعدة لا بد أن يسيروا عليها، وهي أن يكون كل النشاط البشري يبذل لصالح المستقبل، لا لمجرد متعة قاصرة. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ)[27]. لا بد أن يقيس الإنسان كل سعيه بما يعود عليه من ربح في مستقبله، وإلا فهو خسران محقق.
فلا يجوز أن يكون معيار الإنسان مجرد حصول النعمة الحاضرة وأن يكون هدفه فقط اللذة العابرة. فإن هذه المرحلة الدنيوية لا تستحق الاستماتة فيها أو التهالك عليها. فقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم مقارنة بين الربح الدنيوي والربح الأخروي.
فقال عليه الصلاة والسلام: “يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة، فيصبغ في النار صبغة، ثم يقال: يا بن آدم هل رأيت خيرا قط؟ هل مر بك نعيم قط؟
فيقول: لا والله يا رب!
ويؤتى بأشد الناس بؤسا في الدنيا من أهل الجنة، فيصبغ صبغة في الجنة، فيقال له: يا بن آدم، هل رأيت بؤسا قط؟ هل مر بك شدة قط؟
فيقول: لا والله يا رب! ما مر بي بؤس قط، ولا رأيت شدة قط!”[28]
سبحان الله! ليس هناك أدنى مقارنة بين حياة اللهو واللعب وبين الحياة الحيقيقية! كل نعيم الدنيا مجتمعاً يذهب في غمسة واحدة في النار! وكل بؤس الدنيا وعذابها يُنسيه غمسة واحدة في الجنة! فما أعجز عقل من آثر الدنيا على الآخرة! ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ما أنعم غمسة واحدة في الجنة! وما أبأس غمسة خاطفة في النار!.. ولكنها لن تكون غمسة. بل إنها إما نار أبدا… أو جنة أبدا!!
فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار، نادى مناد: يا أهل الجنة! خلود ولا موت فيها! ويا أهل النار! خلود لا موت فيها!”[29]
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار، يجاء بالموت كأنه كبش أملح، فينادي مناد: يا أهل الجنة! هل تعرفون هذا؟
فيَشرئِبُّون[30] وينظرون وكلهم قد رآه.
فيقولون: نعم هذا الموت.
ثم يؤخذ فيذبح. ثم يقال: يا أهل الجنة! خلود ولا موت! ويا أهل النار! خلود ولا موت!”
قال: وذكر قول الله عز وجل: (وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَة)[31]قال: أهل الدنيا في غفلة.”[32]
نعم, إنها حقيقة معروفة ولكن أهل الدنيا في غفلة. نعوذ بالله من الغفلة.
هكذا يريد الإسلام من أمة محمد صلى الله عليه وسلم أن يكونوا على علم تام ويقظة كاملة من هذا الأمر، ثم يتحركون وفق هذه التعاليم.
فيقول تبارك وتعالى: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ).[33] طلب الله جل شأنه كل الناس بالمسارعة إليه. نعم، المسارعة لا التواني أو السير العادي، لأنه خير عظيم، والوقت قصير. إنه خير يستحق من العقل الكامل والقلب السليم أن تستنفد في سبيله كل الطاقة. ويُشتدّ في طلبه بكل قوة.
لا بد أن يبادر الإنسان إلى الخيرات قبل أن تفوته الفرصة أوتذهب عنه الإمكانية. قال رسول الهدى صلى الله عليه وسلم: “بادروا بالأعمال سبعا، هل تنتظرون إلا فقرا منسيا، أو غنى مطغيا، أو مرضا مفسدا، أو هرما مفندا، أو موتا مجهزا، أو الدجال فشر غائب ينتظر، أو الساعة فالساعة أدهى وأمر”.[34]
عن بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل وهو يعظه: “اغتنم خمسا قبل خمس؛ شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك”.[35]
يجب على المسلم أن يبادر الأحداث، عليه أن يتحرك قبل أن تستفزّه الأزمات وتضيِّق عليه الصعوبات. لا يجوز أن نفوِّت فرصة مواتية أو نضيع إمكانية حاضرة. إن الله لن يعذر من آتاه الفرصة والقدرة. وقد أعذر من أنذر. قال تعالى: (أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ … فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ).[36] نسأل الله تعالى التوفيق.
إن الاهتمام بالمستقبل والسعي من أجله يجب أن يسبق حلول الأزمات. يجب أن يستغل الإنسان كل ما آتاه الله من نعمة ليستثمر وقته وجهده لصالح مستقبله.
لقد ضرب الله مثلا للذي أوتي نعمة حاضرة وبسطة وافرة ثم لا يستثمرها فتبدد الأعاصير تلك النعمة وتفتت العواصف تلك الوفرة. قيبقى خاسرا متحسرا، وهو في أشد حاجة إلى عشر معشار ما كان عليه من النعمة، قال تعالى: (أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ)[37].
جاء في المستدرك أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قرأ هذه الآية: (أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَار،ُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَات،ِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاء،ُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ)[38] فسأل عنها القوم، وقال: فيما ترون أنزلت (أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ)؟
فقالوا: الله ورسوله أعلم.
فغضب عمر. وقال: قولوا نعلم أو لا نعلم!
فقال ابن عباس: في نفسي شيء منها يا أمير المؤمنين!
قال: يا بن أخي، قل! ولا تحقر نفسك!
قال ابن عباس: ضُرِبت مثلا لعمل.
فقال عمر: لرجل غني يعمل بالحسنات، ثم بعث الله له الشيطان فيعمل بالمعاصي، حتى أغرق أعماله كلها، وكانت له جنة فاحترقت وهو أحوج ما كان إليها حين كثر الولد وبلغ هو الكبر.[39]
فهكذا مثل من يضيع ما أنعم الله عليه فلا يستغله في طاعة الله بل ضيع عمره فيه.
ثم إن حث القرآن لم يقتصر على مستقبل الفرد كل على حدة. بل نبّه القرآن أيضا على ضرورة الاهتمام بمستقبل الأجيال القادمة. قال تعالى: (وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً)[40].
قال سيد قطب رحمه الله: “وهكذا تمس اللمسة الأولى شغاف القلوب. قلوب الآباء المرهفة الحساسية تجاه ذريتهم الصغار، بتصور ذريتهم الضعاف مكسوري الجناح، لا راحم لهم ولا عاصم. كي يعطفهم هذ التصور على اليتامى الذين وكلت إليهم أقدارهم، بعد أن فقدوا الآباء. فهم لا يدرون أن تكون ذريتهم غدا موكولة إلى من بعدهم من الأحياء، كما وكلت إليهم هم أقدار هؤلاء .. مع توصيتهم بتقوى الله والتحرج والحنان. وتوصيتهم كذلك بأن يقولوا في شأن اليتامى قولا سديدا، وهم يربونهم ويرعونهم كما يرعون أموالهم ومتاعهم ..”[41]
سبحان الله! ما أرقى هذا التوجيه! إنه يربي النفوس على رقة بالغة للضعفاء، كما أنه ينمي بعد النظر وشدة الحذر من مخاطر المستقبل للجيل القادم. يريد القرآن من المسلم أن يكون له رقة حانية وحساسية مرهفة، كما يدله على أهمية بعد النظر وشدة الحذر.
فهكذا موقف المسلم من المستقبل على مستوى الجماعة بل على مستوى الأجيال. حساسية حاضرة تلمس مواقع الخطر، ونظر ثاقب يخرق أستار الزمان…
ثم هناك أفق آخر يريده الإسلام من المسلمين، ويوجه الرسول صلى الله عليه وسلم أمته أن ترتقي إليه. وهو ألا يحد نشاط المسلمين في الدنيا حدود عمر الدنيا القصير. فالمسلم يظل يعمل للخير حتى ولو قامت الساعة عليه فلم يأكل من ثمر عمله أحد في الدنيا. فعلى المسلم العمل والعمل في الدنيا. والثمرة يأتي بها الله موفورة غير منقوصة يوم الجزاء.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع ألا تقوم حتى يغرسها فليغرسها.”[42]
هكذا سعي المؤمن في الدنيا، فهو يعرف أن هذه الدنيا دار العمل، والآخرة هو معقد الأمل، فلا يضره انقطاع الحياة ما دام الفترة المتبقية تكفي لإنجاز العمل. وإن كان غرزةً لفسيلة.
كما أن هدي القرآن والسنة يشجع على العمل الدائب، فإنه ينهى عن كل التصورات أو الاعتقادات التي تُقعِد الإنسان عن العمل، وتخدِّر عقله فتحوله دون الإنتاج.
فعن شداد بن أوس[43] أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني.”[44]
إن هذا الحديث قاعدة مهمة لمن يريد أن يكشف عوامل نجاح الشخص وأسباب فشله. فالشخص الناجح يداوم على محاسبة نفسه ويمارس العمل الدؤوب من أجل تحسين مستقبله، و الشخص الفاشل هو من يترك نفسه غارقة في اللذة الحاضرة أو يؤثر الراحة العابرة، ثم يحلم ويتمنى خيرا يأتي مجانا بدون دفع الثمن.
إن الأماني الفارغة من الأدواء القاتلة التي تغتال حركة الإنسان بدون أن يشعر. وهي أهم سلاح الشيطان في فتك إرادة الإنسان وكسر تَوجُّهه نحو الخير. لذلك أخبر تعالى أن الشيطان أقسم أن يرسل هذا الداء العضال لإجهاض كل إرادة للخير: (وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ).[45]
وهذا شغل الشيطان بالناس (يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُوراً).[46]
والشيطان دائما يصوِّر للإنسان عواقب سيئة جراء أي عمل صالح؛ الإنفاق يأتي بالفقر، والجهاد يسبب الموت وهكذا. قال تعالى: (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)[47]
عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن للشيطان لمة بابن آدم وللملك لمة، فأما لمة الشيطان فإيعاد بالشر وتكذيب بالحق، وأما لمة الملك فإيعاد بالخير وتصديق بالحق، فمن وجد ذلك فليعلم أنه من الله فليحمد الله، ومن وجد الأخرى فليتعوذ بالله من الشيطان الرجيم،” ثم قرأ: (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ).[48]
فلا يزال الشيطان يمنِّي البشر ويصوِّر لهم تصورات كاذبة حتى ينكشف الأمر يوم القيامة ويصرح الشيطان للملأ: (وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ).[49]
إن في قصة يوسف عليه السلام نموذجا رائعا للتخطيط المحكم والخطة الناجحة. والقرآن لا يحبذ الارتجال، خاصة في قضايا تتعلق بالمصلحة العامة وذات تأثير مستقبلي بعيد. القرآن ليس فقط يجيز التدبير. بل يقدم صورة مثالية واقعية في حسن التدبير. ولم يكن في ذلك شيء من المنافاة لمبدأ التوكل كما قد سبق الكلام عليه في الباب الأول.
لننظر ماذا فعل يوسف عليه الصلاة والسلام لما تلقّى معلومات عن أحداث ستقع بواسطة رؤيا. لم تكن هناك معلومات جاهزة عن الإجراءات التي يجب أن تتخذ. (يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ)[50]
فسَّر أولا الرؤيا وحلَّل هذه المعلومات الأولية. ثم خلص بنتيجة أنه سيكون جدب لسبع سنوات بعد سبع سنوات قادمة. لم يكتف يوسف عليه الصلاة والسلام بإخبار ما سيقع، ثم يترك التصرف لارتجال الناس. بل وضع خطة للخروج من المأزق القادم. (قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلاً مِمَّا تَأْكُلُونَ . ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلاً مِمَّا تُحْصِنُونَ . ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ)[51]
فاستثمر المعلومات التي تفيد أن الأزمة ستقع بعد سبع سنوات، إذن تكون هناك فرصة سبع سنوات للاستعداد لمواجهة تلك الأزمة. فأمرهم بالسعي لتحصيل الاحتياطي من الغذاء لمدة الجدب القادمة. (قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً).
ثم طرح خطة التقشف حتى لا تستهلك كل إنتاجات السبع السنوات: (فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلاً مِمَّا تَأْكُلُونَ). وأمر أن يترك الحب في سنبله حتى لا يسري إليه التسوس.[52] فيأمر أن يستهلك الغذاء بقدر الحاجة ويستودع الباقي للاحتياط.
وهكذا نجحت خطة يوسف في إنقاذ الشعب المصري من المجاعة الوشيكة.
لقد كان من علم يوسف أن هذه الأزمة لا تستمر أكثر من سبع سنوات، ثم يأتي بعد ذلك عام الخصبة (ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ). لم يكن يتكل على ذلك. بل سعى إلى وضع خطة للخلاص من التحديات القادمة.
[1] انظر مدارج السالكين لابن القيم، ج1ص7، دار الكتاب العربي، بيروت، طبعة سنة 1393 هـ – 1973م.
[2] انظر القواعد الحسان لتفسير القرآن لعبدر الرحمن بن ناصر السعدي، القاعدة الثامنة. وهو ملحق بتفسير تيسير الكريم المنان طبعة دار الفكر سنة 1423هـ – 2002م، ص699.
[3] سورة القيامة:1
[4] سورة يونس: 53
[5] سورة سـبأ:3
[6] سورة التغابن: 7
[7] سورة هود:107
[8] سورة البروج:16
[9] سورة البروج:12- 13
[10] سورة يـس: 79
[11] سورة يـس:78
[12] سورة الروم:27
[13] سورة فصلت:39
[14] سورة المؤمنون:115
[15] سورة المؤمنون:116
[16] سورة هود:102
[17] سورة هود:103
[18] سورة البقرة:73
[19] سورة البقرة: 243
[20] سورة البقرة:259
[21] سورة البقرة:260
[22] سورة العنكبوت:64
[23] عبد الحمن بن ناصر عبد الله السعدي التميمي مفسر من علماء الحنابلة من أهل نجد ولد سنة 1307هـ-الموافق 1890م مولده ووفاته في غنيزة بالقصيم وهو أول من أنشأ مكتبة فيها (سنة 1358هـ) له نحو 30 كتابا. توفي سنة 1376هـ الموافق 1906م (الأعلام 3/340)
[24] تيسير الكريم المنان للعلامة الشيخ عبد الرحمن السعدي ص 371، دار الفكر، بيروت، ط. 1423هـ – 2002م
[25] ظلال القرآن 5/2751
[26] المصدر السابق
[27] سورة الحشر:18
[28] أخرجه مسلم (4/2162رقم2807)
[29] أخرجه ابن حبان (16/485 رقم 7449)
[30] أي يرفعون رؤوسهم لينظروا إليه (النهاية 1/852)
[31] سورة مريم: 39
[32] أخرجه البخاري (5/2396 رقم 6178) ومسلم (4/2188 رقم 2849) واللفظ له
[33] سورة آل عمران:133
[34] أخرجه الترمذي (4/552 رقم 2306) وقال حديث حسن غريب.
[35] أخرجه الحاكم في المستدرك (4/341 رقم 7846) وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وقال ابن حجر: وأخرجه ابن المبارك في الزهد بسند صحيح من مرسل عمرو بن ميمون (قتح الباري 11/235)
[36] سورة فاطر: 37
[37] سورة البقرة:266
[38] سورة البقرة: 266
[39] أخرجه الحاكم ي المستدرك (3/625 رقم 6307) وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
[40] سورة النساء:9
[41] في ظلال القرآن (1/588)
[42] سبق تخريجه، انظر ص62
[43] شداد بن أوس بن ثابت الخزرجي بن أخي حسان بن ثابت أبو يعلى ويقال أبو عبد الرحمن، وروى ابن أبي خيثمة من حديث عبادة بن الصامت قال: شداد بن أوس من الذين أوتوا العلم والحلم ومن الناس من أوتي أحدهما. وعند أبي زرعة الدمشقي عن أبي هريرة حدثنا سعيد بن عبد العزيز: فضل شداد بن أوس الأنصاري بخصلتين ببيان إذا نطق وبكظم إذا غضب. وقال ابن سعد: مات سنة ثمان وخمسين وهو بن خمس وسبعين وكانت له عبادة واجتهاد في العمل وقال أبو نعيم توفي بفلسطين أيام معاوية وقال بن حبان دفن ببيت المقدس سنة ثمان وخمسين وفيها أرخه غير واحد. وهو بن خمس وسبعين سنة قال يقال مات سنة إحدى وأربعين ويقال سنة أربع وستين (الإصابة 3/319-320)
[44] أخرجه الترمذي (4/638 رقم 2459) ابن ماجه (2/1423 رقم 4260) وقال الترمذي حديث حسن وأخرجه الحاكم بإسنادين كلاهما عن شداد بن أوس (1/125 رقم 191، 4/280 رقم 7639) وقال هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه.
[45] سورة النساء:119
[46] سورة النساء:120
[47] سورة البقرة:268
[48] أخرجه الترمذي (5/219 رقم 2988) وقال: هذا حديث حسن غريب.
[49] سورة إبراهيم:22
[50] سورة يوسف:46
[51] سورة يوسف:47- 49
[52] انظر تفسير القرطبي (5/185)